زراعة قوقعة أذن لطفل عمره ثلاثة أشهر ونصف بمستشفى القوات المسلحة
Wed, 29 فبراير 2012
#attachments { display: none; }
لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط -
تمكن فريق طبي عماني من منتسبي مستشفى القوات المسلحة بالخدمات الطبية
للقوات المسلحة أمس الأول من إجراء أول عملية جراحية لزراعة قوقعة الأذن
لأصغر طفل عماني لا يزيد عمره على ثلاثة أشهر ونصف وذلك برئاسة المقدم طبيب
خليل بن إبراهيم بن علي مكي استشاري ورئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة
بمستشفى القوات المسلحة، وعضوية المقدم طبيب علي بن حمد السليماني استشاري
أول تخدير رئيس قسم التخدير بمستشفى القوات المسلحة، والمقدم طبيب صالح بن
سعود العبري استشاري تخدير، والرائد طبيب سالم بن ناصر اﻹسماعيلي استشاري
أذن وانف وحنجرة.
هذا ويعد الانجاز سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى السلطنة ودول مجلس
التعاون لدول الخليج العربية ومنطقة الشرق الأوسط في إجراء العمليات
الجراحية لزراعة الأذن للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، كما
يعد إضافة جديدة إلى الخدمات الطبية الناجحة التي يقدمها مستشفى القوات
المسلحة بما يعكس الإمكانيات والقدرات الفنية والكوادر العمانية الطبية
المتخصصة التي يتمتع بها المستشفى على الرغم من أن عمر برنامج زراعة
القوقعة في مستشفى القوات المسلحة لم يتجاوز منذ إنشائه عاماً واحداً.
وقال رئيس الفريق الطبي المقدم طبيب خليل بن إبراهيم بن علي مكي استشاري
رئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى القوات المسلحة في لقاء مع التوجيه
المعنوي لمعرفة تفاصيل هذا الإنجاز: عادة تجرى عمليات زراعة قوقعة الأذن
للأطفال المصابين بالصمم الوراثي وتجرى ليتم إعادتهم وتحويلهم من أطفال
معوقين الى أطفال يتمتعون بصحة جيدة في حاسة السمع، وتكمن ندرة هذه العملية
كونها أجريت لطفل رضيع وفي سن مبكرة، وتجرى عادة للمصابين بالتهاب السحايا
الدماغي، فيتم إجراء زراعة القوقعة مباشرة بعد الانتهاء من علاج التهاب
السحايا، وهذه العملية سبق وأن أجريت داخل السلطنة لأطفال أكملوا عامهم
الأول حيث بلغ عدد هذه الحالات إحدى عشرة حالة، بينما تعد هذه الحالة هي
الأولى لطفل لم يتجاوز عمره الثلاثة أشهر ونصف الشهر سواء في السلطنة أو في
منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، مما شكل تحديا كبيرا للطاقم الطبي، وبفضل
الله ورعايته تم إجراء العملية للطفل وقد كللت العملية بالنجاح مائة
بالمائة).
وأضاف رئيس الفريق الطبي: أما عن صعوبة إجراء هذه العمليات فتكمن في حرفية
الفريق الطبي ومقدرته على إجرائها، حيث تتطلب مهارة فائقة في ممارسة مثل
هذا النوع من العمليات، وإذا ما توفرت كافة الإمكانيات لتنفيذ العملية
تذللت كافة الصعوبات، وهذا ما تم في مستشفى القوات المسلحة لما يتوفر له من
الدعم المادي والفني لتنفيذ مثل هذا النوع من العمليات، وبالتالي من الصعب
جدا تحديد نسبة نجاح العملية لأنها تخضع لاعتبارات كثيرة، إلا أن النسبة
الكبيرة للنجاح تكون ما بعد التأهيل، ولهذا تعتمد عودة الطفل إلى حياته
الطبيعية في المجتمع على تأهيله لمرحلة ما بعد زراعة القوقعة).
وحول اسباب حالة الطفل قال إنها تأتي الطفل نتيجة للعوامل الوراثية، فهنالك
تاريخ مرضي عائلي وراثي للصمم لهذه العائلة، مما دفع الفريق الطبي وشجعه
على إجراء هذه العملية، وقد تم فحص الطفل بعد الولادة بالاختبارات
الفسيولوجية، وتبين أن عصب السمع لديه غير فعال، لذلك كان الطلب مفاجئا من
عائلة الطفل بأنهم يرغبون في إجراء العملية في سن مبكرة جدا، والسبب في ذلك
يعود أن لدى العائلة طفلا سبق وأن أجريت له العملية حينما أكمل عامه
الأول، فلاحظوا أن هناك فرقاً كبيراً بينه وبين أقرانه من أبناء عمومته
والمصابين بذات المرض الذين أجريت لهم العملية وهم في سن ثلاث سنوات، الذي
كان تفاعله وعودته إلى المجتمع أسرع من أقرانه الذين أجريت لهم العملية
بصورة متأخرة، لذلك قررنا أن نخوض هذا التحدي بعد موافقة عائلته أولاً، ومن
ثم إجراء المشاورات الطبية مع أرقى المراكز الدولية المتخصصة بحكم
ارتباطنا معها فتمت الموافقة للمضي قدماً في إجراء العملية بعد توفر كافة
الإمكانيات البشرية والطبية والفنية، والحمد لله تمكن الفريق الطبي من
اجتياز كافة الصعوبات المتعلقة بإجراء العملية والتي تكللت بالنجاح.
وحول الزمن الذي استغرقته العملية قال رئيس الفريق الطبي: عادة ما تستغرق
هذه العمليات من ساعة إلى ثلاث ساعات، وذلك حسب صعوبة التقنية التي تتطلبها
العملية، ونظرا لهذه الحالة وصغر سن الطفل فقد استغرق إجراء العملية ثلاث
ساعات ونصف الساعة، وقد أثبتت الدراسات الحديثة في مجال زراعة القوقعة أن
زراعتها قبل العام الأول، يؤدي إلى نتائج جدا رائعة حيث يتم تجنب عامل
التأهيل، لأن الطفل سيكون في حالة طبيعية، ولله الحمد وبفضل الدعم الجراحي
تمكنا من زراعة القوقعة وتم التأكد من عمل العصب في غرفة العمليات بفضل
الاجهزة التقنية الموجودة لفحص العصب أثناء إجراء العملية، وقبل خروجنا من
غرفة العمليات كنا قد تأكدنا من عمل العصب بشكل طبيعي، وينسب نجاح هذه
العملية للطاقم الطبي حيث كانوا جميعاً من العمانيين العاملين بمستشفى
القوات المسلحة.
وفي الختام تقدم رئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى القوات المسلحة
رئيس الفريق الطبي بالشكر لكل من ساهم في دعم هذا الإنجاز الطبي حيث قال :
لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر إلى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم القائد الاعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه على
دعم جلالته اللا متناهي للخدمات الطبية في السلطنة عامة والخدمات الطبية
للقوات المسلحة بشكل خاص، والشكر موصول لوزارة الدفاع وقوات السلطان
المسلحة على الدعم المستمر للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في مستشفى
القوات المسلحة بالخدمات الطبية للقوات المسلحة، وليجدر بي الإشارة كذلك
للجهود التي تبذلها قيادة الجيش السلطاني العماني في ذات الإطار.
من جانبها عبرت والدة الطفل عن سعادتها بنجاح العملية قائلة: نظراً لإصابة
أحد أطفالي بهذا المرض سابقا، كان من الأهمية بمكان إجراء فحص روتيني لهذا
الطفل، وبالفعل تم اكتشاف مرض الصمم لديه، وأجريت له الفحوصات اللازمة ما
قبل العملية، بعد ذلك توكلنا على الله، ووافقنا على إجراء العملية، وبفضل
الله ثم الجهود التي بذلها القائمون على مستشفى القوات المسلحة تكللت
العملية بالنجاح مقدمة شكرها الجزيل للفريق الطبي الذي قام بإجراء العملية الناجحة بشكل خاص ومستشفى القوات المسلحة بشكل عام داعية الله تعالى أن
يحفظ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الاعلى
للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة
المصدر : جريدة عُمان