استئصال كيس طفيلي في الكبد والرئة عن طريق المنظار
نجح المستشفى السلطاني بإجراء أول جراحة لإزالة كيس طفيلي كبير من الكبد
لمريض عُماني أصيب بالاكياس الطفيلية في الكبد والرئتين و كان يعاني من
آلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن مع ارتفاع متقطع في درجات الحرارة
مصاحب بفقدان الشهية. وقد تم إزالة هذه الأكياس من الكبد والرئة اليسرى في
المرحلة الأولى وفي اليوم الثالث ما بعد العملية خرج المريض بصحة جيدة على
أن يعود بعد أربعة اسابيع لإزالة الكيس الطفيلي في الرئة اليمنى بالمنظار .
وسوف يخضع المريض دورياً للمتابعة من قبل الفريق الطبي.
أنجزت هذه العملية والتي تجرى لأول مرة في السلطنة وعن طريق جراحة المناظير
دون عمليات فتح البطن أو الصدر المعتمدة سابقاً في مثل هدا النوع من
العمليات في بعض الدول الأخرى بأيدي فريق متكامل من الأطباء العاملين في
المستشفى السلطاني وحدة جراحة الكبد والقنوات الصفراوية ووحدة جراحة الصدر
(الرئتين).
ويعود سبب الإصابة بالكيس الطفيلي إلى إلتهاب ناتج عن نوع معين من
الطفيليات يسمى(Echinoccus granulosus) ، وينتقل هذا الطفيلي إلى المريض عن
طريق شرب حليب الحيوانات الغير مبسترأو الأكل الملوث بهذا الطفيلي والغير
مطبوخ جيدا، بعد دخول الطفيلي إلى الأمعاء ينتقل إلى الكبد ويسبب إلتهاب
يؤدي إلى تجمع سائل داخل الكبد يزيد حجمه مع مرور الوقت والذي قد يستمر
إلى أشهر أو سنوات دون علم المريض. بعد ذلك ينتقل الطفيلي من الكبد إلى
أعضاء أخرى في الجسم كالرئتين والدماغ وعضلة القلب والطحال والبنكرياس
وغيرها. في بداية المرض قدلا تكون هناك أعراض واضحة ولكن بعد أن يتكون
السائل في الكبد ويزداد حجمه يبدأ المريض يعاني من آلآم في الجزء العلوي
الايمن من البطن مع ارتفاع في درجات الحرارة وفقدان الشهيه والغثيان.
وصرح الدكتور يحيى العزري – استشاري أول جراحة ورئيس الفريق بأن هذه
العملية تكتسب اهمية خاصة لأنها لأول مرة تجري في السلطنة وعن طريق المنظار
لأن الأكياس الطفيلية نادرة الحصول في السلطنة وتحمل مخاطر جمة ان انفجرت
هذه الأكياس في داخل البطن أو الصدر لأنها تسبب صدمة وعائية ، خاصة ان
أجريت عن طريق المنظار الذي يستدعي خبرة متميزة وحذر شديد لمنع تسرب
الطفيليات داخل البطن خلال العملية. وأضاف الدكتور عبدالرزاق عبدالوهاب –
اختصاصي أول جراحة ومن الفريق الطبي الذي أجرى العملية أن الأكياس الطفيلية
في الكبد ورغم ندرتها في السلطنة إلا إنها تسبب مضاعفات جمة إضافة إلى
تأثيرها على عمل الكبد، أو في الأعضاء الأخرى التي يمكن أن تصاب بها
كالرئتين ، والدماغ ومجرى العينين إضافة إلى العظام ، وإجراؤها عن طريق
المنظار يدل على نقله نوعية ناجحة نحو الأمام على طريق جراحة المناظير في
جراحة الكبد والصدر . وقال الدكتور صلاح الجابري اختصاصي الجراحة بأنه ومن
خلال عمله وتدريبه في الفريق المختص بجراحة الكبد والقنوات الصفراوية فإنه
قد اكتسب الخبرة العملية الكبيرة من خلال تعاون أعضاء الفريق وإتباعهم
وإطلاعهم على أحدث ما تم في جراحة المناظير ، خاصة وأن تلك العمليات تجري
لأول مرة في السلطنة ونادرة الحدوث.
واختتم الدكتور يحيى العزري إننا فخورون بهذا الإنجاز الطبي الرائع والذي
توج جهود فريق طبي وإداري متكامل لمدة تزيد عن العام وكذلك في إطار سعي
إدارة المستشفى السلطاني إلى تطوير خدماتها العلاجية بما يتوافق مع مستويات
الجودة العالمية في هذا المجال وإدخال أحدث التكنولوجيا الطبية لعلاج
المرضى .
وصرح الدكتور أحمد البلوشي استشاري اول جراحة القلب والصدروالمناظير أن هذا
النوع من الإجراءات الجراحية المتداخلة والمتزامنة تعتبر قفزة نوعية في
مجال جراحة المناظير وتدل على تطور القدرات الجراحية بواسطة مناظير الصدر
والجهاز الهضمي حيث إن هذه الحالات نادرة الحدوث في السلطنة وتحمل مخاطر
صحية تؤثر على المريض. إن إجراء مثل هذه الحالات في وقت متزامن بين جراحة
الكبد والصدرمعا يحتاج إلى تنسيق ودقة خلال العملية الجراحية لإستخراج هذه
الأكياس من جوف الصدر و الكبد خلال عملية واحدة والحمد لله قد تمت إزالتها
بنجاح.
المصدر : جريدة عُمان
28/2/2012